أثارت جدلا في الجزائر: صحيفة فرنسية تقول إن سعيّد أذن بترحيل أميرة بوراوي إلى فرنسا

نفى وزير الاتصال الجزائري محمد بوسليماني، أي ارتباط للناشطة الجزائرية التي تحمل الجنسية الفرنسية أميرة بوراوي بمهنة الصحافة، قائلا إن الإدعاء بأنها “صحفية” كاذب.

وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أمر، أمس، باستدعاء السفير الجزائري في باريس للتشاور، حسب خبر نشره التلفزيون الجزائري.

وأوضح المصدر أن الغضب الجزائري مرده مشاركة دبلوماسيين وقنصليين ورجال أمن فرنسيين في تهريب رعية جزائرية بطريقة غير شرعية وغير رسمية يفترض حسب القضاء الجزائري تواجدها بالجزائر.

وحسب “النهار” فقد بدا واضحا من خبر التلفزيون الجزائري أن المقصود في هذه القضية هي المدعوة أميرة بوراوي التي تمكنت من مغادرة التراب الجزائري نحو تونس بطريقة غير شرعية  قبل أن تستعمل جواز سفر فرنسي لمغادرة تونس نحو فرنسا.

ورغم أن السلطات الأمنية التونسية تحفظت على أميرة بوراوي وحاولت منعها من السفر إلى فرنسا، بعد اكتشاف أمر دخولها التراب التونسي بطريقة غير قانونية، لكن تدخلا فرنسيا رسميا، أدى إلى تمكن بوراوي من المغادرة، بحسب النهار
وكان محاميها الفرنسي  فرانسوا زيميراي أكد لوكالة فرانس برس الاثنين أنها أصبحت تحت حماية السلطات الفرنسية”.

من جانبه، قال محاميها التونسي هاشم بدرة لفرانس برس إن موكّلته “حرة وبصحة جيدة”، مضيفا أن بوراوي وصلت إلى تونس الجمعة و”اعتقلت عندما كانت تحاول السفر إلى فرنسا..”.

من جانبها علقت أميرة بوراوي  على الأمر بعد وصولها الى فرنسا في تدوينة على فيسبوك قالت فيها “لم أذهب إلى المنفى، فأنا في بلدي هنا، وسأعود قريبا جدا إلى الجزائر”.

كيف تمكنت بوراوي من السفر عبر تونس ؟

وأوردت الرئاسة الجزائرية في بيان “أمر رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، باستدعاء سفير الجزائر بفرنسا، سعيد موسي، فورا للتشاور”، مشيرة إلى أنّ الجزائر أعربت في “مذكرة رسمية” وجهتها إلى فرنسا عن “احتجاجها بشدة على عملية الإجلاء السرية وغير القانونية” لبوراوي المطلوبة للقضاء الجزائري.

وأوقفت الناشطة السياسية والصحافية أميرة بوراوي الجمعة في تونس حيث كانت تواجه خطر الترحيل إلى الجزائر وتمكنت أخيرًا من ركوب طائرة متجهة إلى فرنسا مساء الإثنين.

وأوقفتها الشرطة التونسية عندما كانت تحاول ركوب طائرة متوجهة إلى فرنسا مستعملة جواز سفرها الفرنسي، وأفرجت عنها محكمة الإثنين قبل أن توقفها الشرطة التونسية مجددا إلى أن حصلت على حماية من القنصلية الفرنسية في تونس.

وحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، فقد “تمّ استقبالها لبضع ساعات في السفارة الفرنسية” قبل الحصول على “إذن من الرئيس التونسي قيس سعيّد بالذهاب إلى فرنسا”.

وأعلنت وزارة الخارجية الجزائرية، الأربعاء، أنّها أعربت في مذكرة رسمية للسفارة الفرنسية عن “إدانة الجزائر الشديدة لانتهاك السيادة الوطنية من قبل موظفين دبلوماسيين وقنصليين وأمنيين تابعين للدولة الفرنسية”.

وأضافت الخارجية أنّ هؤلاء “شاركوا في عملية إجلاء سرية وغير قانونية لرعية جزائرية يعتبر تواجدها على التراب الوطني ضروريا بقرار من القضاء الجزائري”.

كما ندّدت الوزارة بالتطور “غير المقبول ولا يوصف” الذي يسبب “ضررا كبيرا” للعلاقات الجزائرية الفرنسية.

بدورها، استنكرت صحيفة “المجاهد” الحكوميّة في افتتاحيتها باللغة الفرنسية، الأربعاء، خطوة فرنسية “غير ودية للغاية” تجاه الجزائر وتونس.

من هي أميرة بوراوي ؟

 الناشطة والمعارضة الجزائرية أميرة بوراوي، جدلا خاصة بعد ان تم تهريبها من تونس إلى فرنسا، وهي مطلوبة لدى القضاء الجزائري. فمن هي أميرة بوراوي؟

أميرة بوراوي المولودة سنة 1984 بالجزائر هي ناشطة وكاتبة وباحثة فرنسية جزائرية تركز عملها على النساء.

وانتقلت عائلتها إلى باريس عندما كانت في الرابعة من عمرها.

بالإضافة إلى الكتابة كانت بوراوي مدافعة نشطة عن حقوق الإنسان في فرنسا والجزائر، وشغلت بين عامي 2007 و 2011 منصب الرئيس الإقليمي للاتحاد الدولي لحقوق الإنسان (FIDH).

وقد أجرت أبحاثا ونظمت مظاهرات لزيادة الوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية التي يواجهها المهاجرون الجزائريون في فرنسا.

وكانت أميرة بوراوي، قد تمت متابعتها قضائيا من قبل العدالة الجزائرية في قضية تتعلق بازدراء الدين الإسلامي، كما أن لديها قضايا أخرى تخص الحق العام، وصدرت بحقها قرارات قضائية تمنعها من مغادرة التراب الجزائري.

زر الذهاب إلى الأعلى