النهضة تستنكر التصريحات “غير المسؤولة” التي تمس بالعلاقات مع الجزائر

عبّرت حركة النهضة، في بلاغ لها، عن اعتزازها بعمق العلاقات “الأخوية بين الشعبين الشقيقين” التونسي والجزائري ‏وتطلعها إلى مزيد التعاون بين الدوليتين في مختلف المجالات، مستنكرة ما تم تداوله من تصريحات “غير مسؤولة” تمس من العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، ولا تمثل موقف الحركة الراسخ والمبني على الاحترام والتعاون المتبادل والمصير المشترك
وجددت الحركة التذكير في بلاغها “بموقفها من الأزمة الاقتصادية المالية الاجتماعية التي تعصف بالبلاد والتي ‏تحوّلت إلى كارثة عامة منذ انقلاب 25 جويلية 2021، كارثة تتفاقم كل يوم وتتوسّع قائمة ضحاياها ‏بسرعة كبيرة حيث انتشرت البطالة وخاصة في الشباب، وأَغلقت عدة مؤسسات نشاطها بسبب العجز أو ‏غياب المواد الضرورية لنشاطها، والتهبت الأسعار التي واصلت ارتفاعها كل يوم إضافة إلى افتقاد كثير ‏من المواد الحيوية كالحليب والسكر…، وتحوّل توفير الحدّ الأدنى للحياة في كل عائلة إلى كابوس يومي ‏يؤرق العائلات في أغلب شرائح المجتمع بسبب تآكل المقدرة الشرائية أمام انفلات الأسعار وفقدان المواد ‏الضرورية.”
وأضاف نص البلاغ “وفي ظلّ هذه الأوضاع المعيشية المرهقة وأمام تذّمر المواطنين والمواطنات وتنامي ‏الاحتجاجات الشعبية في كثير من أحياء البلاد لم تجد السلطة من حلّ غير محاولة إلهاء المواطنين ‏بقضايا ملفقة أو كيدية ضد المعارضين وعلى رأسهم حركة النهضة وقياداتها أو تكرار الحديث عن ‏شماعة الاحتكار والمضاربة التي لم تعد تقنع أحدا لتفسير المأساة المستمرة منذ الانقلاب.‏”
‏وذكرت حركة النهضة بموقفها من انتخابات 12/17 والمتمثل في عدم المشاركة فيها انسجاما مع موقفها ‏المبدئي من انقلاب 25 جويلية ومنظومته الفاشلة، وما أقدم عليه هذا الانقلاب من إلغاء للدستور ‏الديمقراطي وتعويضه بدستور يكرّس الحكم الفردي المطلق ويهمّش دور البرلمان ويحوّله إلى ديكور، ‏وكذلك بسبب ما أقدم عليه من إلغاء للهيئة الشرعية للانتخابات وتعويضها بهيئة تابعة للرئاسة وما ورد ‏في القانون الانتخابي الذي سنّته، والذي يهدد وحدة الدولة بإثارة النعرات الجهوية والعروشية، ويقصي ‏الأحزاب ويهمّش تمثيلية المرأة والشباب ويفتح الباب على مصراعيه أمام اختراق المال الفاسد ونفوذ ‏الوجاهات المحلية والعشائرية‎.”
‏‎
وختمت النهضة بلاغها بالترحم على “روح د.يوسف القرضاوي رئيس أكبر منظمة علمائية معاصرة ، وتذكر بدوره الريادي في الإصلاح والتجديد ومقاومة التطرف والغلو والارهاب والاستبداد ، وذلك ضمن منهج الوسطية، ودفاعه القوي على مكانة الحرية والشورى والديمقراطية في الإسلام.”
وجددت حركة النهضة دعوتها كافة القوى الحية المناهضة للانقلاب لتنسيق جهودها وتوحيدها من أجل ‏إسقاط الانقلاب وإنقاذ البلاد من التداعيات الكارثية التي تسبّب فيها في جميع المجالات.‏
زر الذهاب إلى الأعلى