المولد النبوي بين رمزية الإحتفال و عمق الذكرى

المولد النبوي بين رمزية الإحتفال و عمق الذكرى

تختلف الآراء حوله وتتعدد, بين من يرى الإحتفال به واجب و بين من يراه بدعة لكن يبقى يوم الثاني عشر من شهر

ربيع الأول –ذكرى ولادة النبي محمد صلى الله عليه و سلم – يوما إستثنائيا بالنسبة للمسلمين في كل أصقاع العالم .

اليوم الذي جاء فيه نبينا محمد إلى الحياة لا يمكن إلا أن يكون ذكرى جميلة .

ذكرى تحمل معها مزيجا من مشاعر العزة و الفخر و تدغدغ ذاكرتنا لإسترجاع مآثر النبي و مكارم أخلاقه صلى الله

عليه و سلم ولتذكر قيمه ومبادئه التي قد نغفل عنها مع صخب الحياة اليومية .

و يبقى هذا الإحتفال رمزيا ,فهو حركة للتعبير عن المحبة و التقدير, لذلك تختلف طرقه و تتباين من بلد لآخر . فهناك

من يكتفي بتذكر الرسول و تذكر سيرته صلى الله عليه و سلم فيكثر من الصلاة و السلام عليه في ذكراه، و هناك من

يعد مسبقا للإحتفال به ببهرج كبير . وهناك أيضا من يكتفي بتلاوة القرآن و بإعداد الطعام و توزيعه على الفقراء .

و مهما كانت طريقة الإحتفال فالقصد واحد و النية واحدة وهي التعبير عن صدق حب الرسول وعن الإفتخار

بالإنتماء لدينه .

و بالنسبة لتونس فللإحتفال بالمولد النبوي الشريف نكهة خاصة. إذ تمتلئ المحلات و الأسواق بكافة أنواع المكسرات

و الحلوى و بحبوب” الزقوقو “، و تتفنن ربات البيوت في إقتناء ما تيسر من الأواني الجديدة إستعدادا لتحضير

“العصيدة”. كما تعلو الأذكار و المدائح و تستعد الجوامع لإستقبال زوارها.

فقد جرت العادة في تونس بطبخ “العصائد ” بكل أنواعها حسب الولايات فهناك من يعد “العصيدة العربي” و هناك

من يعد عصيدة البوفريوة، “القلوب”…. و غيرها من النكهات. لكن الأغلبية تختار الزقوقو الذي عرف به هذا

الإحتفال في بلادنا.

المولد النبوي بين رمزية الإحتفال و عمق الذكرى

كما يتم إستغلال هذه المناسبة لتبادل الزيارات فتكون بذلك تذكيرا بأهمية صلة الرحم التي أوصى بها النبي عليه الصلاة و السلام.

كما يستغل الأولياء هذه الذكرى لسرد سيرة النبي على الأطفال الصغار ليغرسوا في أنفسهم حب الرسول و يحثونهم على إتباع أخلاقه و مبادئه.

و عند ذكر المولد النبوي بتونس فإن التفكير يذهب بسرعة لعاصمة الأغالبة، للقيروان.

فالقيروان من أشهر الولايات في الإحتفال بهذه المناسبة إذ عادة ما تكون وجهة الكثيرين الذين لا يفوتون فرصة الإحتفال بالمولد النبوي هناك نظرا لخصوصيته و رونقه. كما ينتظر العديد من التونسيين هذه المناسبة للقيام بإحتفالات أخرى كحفلات الختان و الخطوبة و عقد القران ليكون التاريخ رمزيا.

كيفما كان الإحتفال فالمهم في هذه المناسبة هو ما تحييه في النفوس من مشاعر و أحاسيس عادة ما تنسى في خضم الأيام، إحساس الإنتماء للدين الإسلامي، و شعور التقرب من العائلة و تلك الزيارات التي توطد العلاقات بالإضافة إلى قيم الرحمة والتسامح و التضامن

زر الذهاب إلى الأعلى